قوة الثقافة في مواجهة ثقافة القوة

أكلات البلح والرطب والعجوة في مدينة دير البلح" مشروع تنفذه جمعية نوى للثقافة والفنون

أكلات البلح والرطب والعجوة في مدينة دير البلح" مشروع تنفذه جمعية نوى للثقافة والفنون

تعمل جمعية نوى للثقافة والفنون في الفترة الحالية على تنفيذ مشروع " توثيق أكلات البلح والرطب والعجوة في مدينة دير البلح" الممول من منظمة اليونسكو.
تقوم فكرة المشروع على جمع التراث غير المادي من السكان الأصليين واللاجئين القاطنين في مدينة دير البلح وذلك بهدف حفظ التراث وتوثيقه.

واختارت النوى في المشروع التركيز على عنصر التراث الثقافي غير المادي " أكلات البلح" والتي تعتمد بشكل أساسي على شجرة النخيل في المدينة، فمدينة دير البلح مشهورة بأجود أنواع النخيل كالحياني والبنتعيش بشكل خاص بالإضافة إلى العامري والبرحي. في موسم البلح يمارس الرجال مهمة هز البلح وإنزاله من الشجرة العالية لتبدأ بعدها بصناعة العديد من الأكلات الشعبية والمحلية والتي ترتكز في تكوينها على الموارد التي تقدمها الطبيعة منها زيت الزيتون، واللوز، والمنكهات الطبيعية.كما وتقوم النساء بتجفيف البلح (العجوة) لفترة تمتد من عام إلى عامين وتستخدمه طوال العام في صنع الكعك وتقدمها في المناسبات الاجتماعية

قبل البدء في عملية التوثيق، حصل طاقم عمل المشروع على تدريب متخصص مع منظمة اليونسكو حول موضوعات آلية جمع الموروث الشفوي غير المادي، واتفاقية (2003) التي تتحدث عن صون التراث الثقافي غير المادي، لينطلقوا بعدها بالتواصل مع الجماعات من النساء " حاملات التراث" للبدء في جمع المعلومات الخاصة بإنشاء أول فيديو " مربى البلح " حيث جمعوا معلومات حول طريقة عمل مربى البلح وكيف تعلمت النساء صناعتها. فمنذ القدم تتناقل النساء وصفات الأكلات عن أمهاتهم وجداتهم بنفس الطقوس والتي ترتبط ارتباط حي بالعادات الاجتماعية والمواسم الدينية، وما زالت الجماعات أيضا من النساء تعلمها وتنقلها للأجيال الجديدة وإن كان بشكل أقل من المتعارف عليه في السنوات الماضية وبكميات أقل حيث كانت تصنع السيدة الواحدة قديماً مالا يقل عن 40 قرص عجوة مثلاً تستخدمها طوال العام، وكانت تتجمع النساء للتعاون والمشاركة في صنع الأكلات. أما الآن فإن النساء اللواتي قد يصنعن العجوة لا ينتجن أكثر من 10 أقراص نظراً لاختلاف طبيعة السكن والانتقال من بيوت العائلة الأكبر للسكن في شقق صغيرة بالإضافة إلى تناقص عدد أشجار النخيل على مدى سنوات طويلة بسبب التراجع الاقتصادي والتكلفة العالية للعناية بالنخلة ومشكلة سوسة النخل التي قضت على المئات من الأشجار.

يُعتبر فيلم " مربى البلح" هو بداية الطريق في توثيق أكلات البلح والرطب والعجوة في مدينة دير البلح، حيث ستقوم النوى خلال الفترة القادمة بإنتاج العديد من الفيديوهات في هذا السياق.

مشاركة